نصائح غذائية للمريض في عيد الفطر

5 نصائح غذائيّة على كل مريض أن يتقيّد بها خلال عيد الفطر

يعد عيد الفطر مناسبةً مميزة تحتفل بها الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم، وهو لحظة تجمع بين العائلة والأصدقاء، وتتميز بتبادل التهاني والتبريكات. يعد تناول الطعام جزءاً أساسياً من الاحتفال بالعيد، حيث يتميز المطبخ العربي بعدد كبير من الأطعمة التقليدية والغنية التي تشهد إقبالاً واسعاً. لكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالات صحية معينة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أو مشاكل الهضم، يمكن أن يكون عيد الفطر تحديًا على الصعيد الغذائي.

من المهم أن يتبع المريض بعض النصائح الغذائية خلال عيد الفطر لضمان عدم التأثير سلباً على صحته. بينما يستمتع الجميع بالمأكولات المتنوعة والحلويات الشهيرة مثل الكعك، المعمول، والبقلاوة، يجب على المرضى أن يكونوا حذرين في اختيار ما يتناولونه.

1. تجنب الإفراط في تناول الحلويات

تعتبر الحلويات جزءاً أساسياً من مائدة العيد، لكن تناولها بشكل مفرط قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل حاد، وهو ما يعد من الأمور الخطرة لمرضى السكري. الحلويات الشرقية مثل الكعك والمعمول والبقلاوة تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون المشبعة، والتي قد تؤثر سلباً على مستوى الجلوكوز في الدم.

من المهم أن يتم تناول الحلويات باعتدال، ويمكن استبدال بعض أنواع الحلويات التقليدية بحلويات محضرة بمواد طبيعية مثل العسل أو التمر بدلاً من السكر الأبيض. كما يمكن تحضير بعض الحلوى باستخدام بدائل سكرية مثل السكر الصناعي أو المحليات الطبيعية التي لا ترفع مستوى السكر في الدم.

إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري، يفضل تناول الحلويات بعد تناول الوجبة الرئيسية وليس على معدة فارغة، حيث يساعد الطعام الآخر في تقليل امتصاص السكر بسرعة. ويفضل أيضاً اختيار الحلويات التي تحتوي على ألياف مثل الحلويات التي تحتوي على التمر والمكسرات.

2. تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتحسين الهضم

قد يشهد البعض اضطرابات في الهضم بعد العودة إلى تناول الطعام بكثرة بعد فترة الصيام. لذلك، من المهم أن يتضمن النظام الغذائي للمريض أطعمة غنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه الطازجة، التي تساعد في تحفيز حركة الأمعاء وتجنب الإمساك، الذي يعتبر من المشاكل الشائعة خلال فترة العيد.

تحتوي الفواكه مثل التفاح، الكمثرى، والموز، وكذلك الخضروات مثل السبانخ، البروكلي، والكرفس على كميات كبيرة من الألياف التي تساهم في تحسين عملية الهضم وتسهيل حركة الأمعاء. كما يمكن للمريض تناول الحبوب الكاملة مثل البرغل، الشوفان، والقمح الكامل، والتي تحتوي أيضاً على الألياف وتساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم.

الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمقليات يمكن أن يسهم في تجنب مشكلات الهضم مثل الحموضة والغازات، وهي مشكلات قد تتفاقم في الأيام التي تلي عيد الفطر نتيجة للإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون.

3. الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء

من أبرز النصائح الغذائية للمريض خلال عيد الفطر هي شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم. بعد فترة الصيام الطويلة في شهر رمضان، يمكن أن يعاني البعض من الجفاف في الجسم نتيجة قلة تناول السوائل. في عيد الفطر، يتجمع الناس حول الطعام، ويستمتعون بالعصائر والمشروبات الباردة، لكن من المهم أن يتم تناول الماء بكميات كافية بين الوجبات.

شرب الماء يساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم، ويساعد في عملية الهضم، كما يقلل من احتمال الإصابة بالإمساك والصداع. يُنصح بتناول ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً، خاصة إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة. إضافة إلى ذلك، يمكن تناول بعض المشروبات الصحية مثل شاي الأعشاب، التي تعزز الهضم وتساعد على الاسترخاء.

يفضل تجنب المشروبات السكرية والعصائر المحلاة، حيث تحتوي على كميات كبيرة من السكر الذي قد يؤثر على مستوى الجلوكوز في الدم، وبالتالي يكون له تأثير سلبي على مرضى السكري ومرضى القلب.

4. تنظيم الوجبات وتجنب الإفراط في الطعام

قد يكون من المغري تناول كميات كبيرة من الطعام خلال العيد، خاصة بعد فترة الصيام الطويلة، ولكن من المهم تنظيم الوجبات والابتعاد عن الإفراط في الطعام. الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن، ارتفاع مستويات السكر في الدم، وصعوبة الهضم.

يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم، وعدم تناول وجبة واحدة كبيرة. يمكن تقسيم الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية مع وجبتين خفيفتين بينهما. من الأفضل أن تحتوي كل وجبة على مصدر للبروتين (مثل الدجاج المشوي، السمك، أو التوفو) إلى جانب الخضروات والحبوب الكاملة، مما يساهم في تحسين الشبع ومنع الإفراط في الأكل.

يجب أن يتم تناول الطعام ببطء وترك فترات بين الوجبات للاستمتاع باللحظات العائلية وتجنب الشعور بالتخمة.

5. تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية

تعد الأطعمة المقلية والدهنية من أكثر الأطعمة التي يتم تناولها خلال الاحتفالات بعيد الفطر، لكن تلك الأطعمة قد تكون ضارة للصحة، خصوصاً لمن يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. الأطعمة المقلية تحتوي على دهون مشبعة وغير مشبعة، والتي قد ترفع مستويات الكوليسترول في الدم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

يُفضل استبدال الأطعمة المقلية بالأطعمة المشوية أو المطهوة على البخار، والتي توفر طعماً لذيذاً دون التأثير سلباً على الصحة. يمكن تحضير اللحوم والخضروات المشوية باستخدام الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، بدلاً من القلي في الزيوت المهدرجة.

يمكن أيضاً اختيار الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية مثل الأسماك الغنية بالأوميغا-3 (مثل السلمون والتونة) والمكسرات (اللوز والجوز)، فهي تساعد في تعزيز صحة القلب وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم.

خاتمة

بينما يُعد عيد الفطر مناسبة سعيدة ومفرحة للجميع، إلا أنه من الضروري على المرضى أن يتحلوا بالحذر في اختيار الأطعمة والشراب لضمان عدم التأثير سلباً على صحتهم. الحفاظ على التوازن الغذائي خلال العيد يساعد في تجنب أي مضاعفات صحية قد تحدث بسبب الإفراط في الطعام أو تناول الأطعمة غير المناسبة. باتباع النصائح الغذائية التي تم تناولها، يمكن للمريض الاستمتاع بعيد الفطر بأمان وصحة جيدة، مما يضمن له تجربة احتفالية مميزة دون القلق من المشاكل الصحية.